للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعلى النَّصُوح نَصِيحتي... وعليَّ عصيانُ النَّصوحِ (١)

وكتب الغزاليُّ إلى رئيسِ ولاةِ الأمور حين استَنصَحه: أمَّا بعدُ، فإن الذي يَنْصَحُك لا يَصْحَبُك، والذي يَصحَبُك لا يَنْصَحُك، والسلام (٢).

* * *

(٧) - {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

وقوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: انتظامُه بما قبله: أنه ذَكر هؤلاء بصفاتهم وحالاتهم، ثم أَلحق به (٣) ذكرَ عقوباتهم.

والختم في اللغةِ لثلاثِ معانٍ:

للطَّبع: ومنه سمِّي الخاتم؛ لأنه يُطبَعُ به.

وللإتمام وبلوغِ الآخِرِ: ومنه ختمُ القرآن، ومنه قولُه تعالى في صفة النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠]: هو آخر النبيِّين ومُتمُّ عِدَّةِ المرسَلين، وقولُه: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: ٢٦]؛ أي: آخِرُ ما تجدُ فيه رائحةُ المسك.

وللإعلام: يقال: ختَم على الكتاب وعلى الباب وعلى الشهادة؛ أي: أَعْلم عليها.

فأمَّا تفسيرُه هاهنا فقد قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: طبع اللَّه على قلوبهم فلا يعقلون الخير (٤).


(١) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٩ - ٦٠).
(٢) من قوله: "وكتب الغزالي. . . " إلى هنا سقط من (أ) و (ف)، واستدرك على هامش (ر) مصححًا.
(٣) في (ر): "بهم".
(٤) في (ر): "الخبر". وانظر: "تفسير أبي الليث السمرقندي" (١/ ٥١)، ولفظه: قال ابن عباس =