كتاب التيسير في التفسير - أبو حفص النسفي

سورة الرعد - ج: 9 - ص: 74

وقيل: المحذوفُ شيءٌ آخرُ، وتقديرُه: أفمَن هو قائمٌ على كلِّ نفسٍ بما كسبَتْ يحفظُها ويرزقُها في دار المحنةِ إلى مدَّةٍ يمتحنُهم ثمَّ لا يجعلُ لهم دارَ جزاءٍ؛ أي: هذا لا يكون.

وكلمةُ: (أفَمَنْ) و (أومَنْ) و (أمَّنْ) ذُكِرَتْ في القرآنِ في ستَّ عشرةَ آية:

ثلاثٌ في صفةِ اللَّهِ تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [النحل: ١٧]، {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: ٣٣]، {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ} [يونس: ٣٥].

وثلاثٌ في حقِّ الرَّسولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} [محمد: ١٤]، {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: ١٦٢]، {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك: ٢٢].

وواحدةٌ في حقِّ الصِّدِّيقِ رضي اللَّه عنه: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ} الآية [القصص: ٦١].

وواحدةٌ في حقِّ الفاروقِ رضي اللَّه عنه: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا} [فصلت: ٤٠].

وواحدةٌ في حقِّ عثمانَ رضي اللَّه عنه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ} [الزمر: ٩].

وواحدةٌ في حقِّ عليٍّ رضي اللَّه عنه: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} [السجدة: ١٨].

وثلاثٌ في حقِّ المؤمنين: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ} [الرعد: ١٩]، {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الزمر: ٢٢]، {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: ١٢٢].

وثلاثٌ في حقِّ الكفَّارِ: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ} [الزمر: ١٩]، {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ} [الزمر: ٢٤]، {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: ٨].