للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ}: أي: وأيُّ عذرٍ لنا في تركِ التَّوكُّلِ على اللَّه في كفِّ أذاكُم (١) وكيدِكُم عنَّا.

{وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا}: أي: وقد وفَّقنا لسلوكِ سبيلِ الحقِّ، فينصرُنا عليكم أيضًا.

{وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا}: أي: على إيذائِكم، وكان هذا قبلَ الأمرِ بالانتصارِ منهم، وحالَ قلَّةِ المؤمنين وكثرةِ الكافرين

قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}: أي: فعليهِ فليعتَمِدِ المعتمدون دونَ غيرِه.

وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ} وقد حقَّقَ لنا ما سبقَ به الضَّمانُ مِن وجوه الإحسان، وكفايةِ ما أظلَّنا (٢) مِن الامتحان (٣).

{وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا}: والصَّبرُ على البلاءِ يهونُ إذا كان على رؤيةِ المُبْتلِي (٤).

وأنشدونا في معناه:

مُرُّ (٥) ما مَرَّ بي لأجلِكَ حُلْوٌ... وعَذابي لأجْلِ حُبِّكَ عَذْبٌ (٦)


(١) في (ف): "أيديكم".
(٢) في (ر): "كلَّفنا" وفي (ف): "ظننا".
(٣) في مطبوع "اللطائف": "الامتنان".
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٢٤٣).
(٥) في (ر) و (ف): "كل".
(٦) البيت لأبي إسحاق الصابئ. انظر: "أحسن ما سمعت" (ص: ٧٧)، و"المنتحل" (ص: ٢٤٩) كلاهما للثعالبي، و"الدر الفريد" للمستعصمي (٩/ ٢٧٠)، وفيها: "وعذابي في مثل" بدل "وعذابي لأجل".