وقوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}؛ أي: ادع يا محمَّد النَّاس إلى سلوك الطَّريق الذي هو يؤدِّي إلى طاعة ربِّك، وكلُّ ما أضافه اللَّه إلى نفسه فذلك دليلُ تشريفه وتفضيله، كبيت اللَّه، وشهر اللَّه، فكذلك سبيل اللَّه، ومعناه: تفضيلُه والحثُّ على سلوكه.
وقوله:{بِالْحِكْمَةِ}؛ أي: باستعمال الصِّدق والصَّواب، وبوضع كلِّ شيءٍ موضعَه، ودعاءِ كلِّ أحدٍ بما يحتملُه حالُه، ويقبلُه عقلُه، وتُرجَى به إجابتُه.
وقوله تعالى:{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: أي: بالخصلة التي هي أجمل؛ أي: بالمحاجَّة التي ليس فيها مماراةٌ أو لجاجٌ ومكافأةٌ على قبيحٍ يقولُه الخصم.