للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومُسِخوا قردة وخنازير {الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} وكان اختلافُهم أنَّه حرَّمَه بعضُهم واستحلَّه بعضُهم (١).

وقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}: أي: يميِّزُ المحقَّ من المبطِل بالثَّواب والعقاب.

* * *

(١٢٥) - {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.

وقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}؛ أي: ادع يا محمَّد النَّاس إلى سلوك الطَّريق الذي هو يؤدِّي إلى طاعة ربِّك، وكلُّ ما أضافه اللَّه إلى نفسه فذلك دليلُ تشريفه وتفضيله، كبيت اللَّه، وشهر اللَّه، فكذلك سبيل اللَّه، ومعناه: تفضيلُه والحثُّ على سلوكه.

وقوله: {بِالْحِكْمَةِ}؛ أي: باستعمال الصِّدق والصَّواب، وبوضع كلِّ شيءٍ موضعَه، ودعاءِ كلِّ أحدٍ بما يحتملُه حالُه، ويقبلُه عقلُه، وتُرجَى به إجابتُه.

قوله تعالى: {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}؛ أي: وأحسِنْ وعظَ مَن تدعُوه بالتَّرغيب الجميل والتَّنبيهِ البليغ.

وقوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: أي: بالخصلة التي هي أجمل؛ أي: بالمحاجَّة التي ليس فيها مماراةٌ أو لجاجٌ ومكافأةٌ على قبيحٍ يقولُه الخصم.

وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} في


(١) ذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٦/ ٥٩٣).