وأبو عمرٍو ويعقوبُ:{سيئةً} منوَّنًا غيرَ مضاف؛ أي: خصالًا سيئةً، ويرجع إلى المنهيَّات، وقال:{كَانَ} ذهابًا إلى قوله: {كُلُّ} لأنه فرد لفظًا، ولذلك قال:{مَكْرُوهًا} على التوحيد والتذكير.
وقرأ الباقون:{سَيِّئُهُ} بالرفع والإضافة إلى السيِّئ منه (١)؛ لأنَّه سبق ذكر المأمور به والمنهيِّ عنه، فكان القبيح بعضَه لا كلَّه، فكان قوله:{سَيِّئُهُ} اسمًا لـ {كَانَ}، وقوله تعالى:{مَكْرُوهًا} خبرًا له.
وقوله تعالى:{ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ}: أي: جميع ما ذكر فيه من القصص والأمر والنهي وآداب الدين هو مما أوحاه اللَّه تعالى إليك على يدِ جبريلَ لم يأتِ به شيطان، كما قال في سورة الشعراء بعد اقتصاصِ كلِّه:{وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}[الشعراء: ٢١٠]، وبيَّن أنه من الحكمة؛ أي: من الأشياء الموضوعة في مواضعها، الموصوفِ معتقِدُها والعاملُ بها بصوابِ الاعتقاد والقول والعمل.
وقوله تعالى:{وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}: أعاد ما بدأ به -وهو قوله:{لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}[الإسراء: ٢٢] - إعلامًا بعظم محلِّه.