وقوله تعالى:{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا}: أي: صرَّفنا في هذا القرآن القولَ في بطلانِ ما يقولونه ويعتقدونه؛ كما قال:{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ}[القصص: ٥١]، صرَّح بالقول في تلك الآية وأضمره هاهنا.
وقوله:{لِيَذَّكَّرُوا}؛ أي: ليتَّعظوا وليتذكَّروا بعقولهم قبحَ ذلك وبطلانه فينتهوا عنه.
وقوله تعالى:{وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا}: أي: {وَمَا يَزِيدُهُمْ} القرآن أو تصريفُ هذا القول فيه {إِلَّا نُفُورًا}؛ أي: نفرةً وإعراضًا عنه، وإضافة النفور إليه بطريق التسبيب (١)؛ أي: ازدادوا نفورًا عنده كما قال: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ}[التوبة: ١٢٥].
ودلت الآية على بطلان قول المعتزلة في الأصلح، فإن تصريف القول لمَّا كان زيادةً للنفور لم يكن صلاحًا لهم، ومع ذلك فعَله اللَّه تعالى.