للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعنى الآية: ثم لنُخرجن للنار من كلِّ فرقةٍ متشايعةٍ -أي: متعاونةٍ على الكفر- أشدَّهم على اللَّه عتوًّا؛ أي: تمرُّدًا.

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: جراءةً (١).

وقال مجاهد: فجورًا (٢).

وقال مقاتل: علوًّا (٣)؛ أي: نبدأ بالأعتى فالأعتى بإدخالهم النار، فتدخل الرؤساء أولًا ثم الأتْباع؛ كما قال: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية [هود: ٩٨].


= بإعرابه" يريد واللَّه أعلم: أنه أخذ محله من الإعراب؛ لأن "أيهم" عند سيبويه مبنية على الضم؛ لأنَّها خالفت أخواتها في حذف صدر صلتها مع عدم جواز ذلك فيهن؛ لأنك لو قلت: رأيت الذي أفضل منك، ومَن أفضل، كان قبيحًا، حتى تقول: من هو أفضل. انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ٣٣٩ - ٣٤٠)، و"إعراب القرآن" للنحاس (٣/ ١٧)، و"البسيط" (١٤/ ٢٩٠)، و"الكشاف" (٣/ ٣٤). هذا وقد اختار الزجاج قول الخليل واستحسنه فقال: (والذي أعتقده أن القولَ في هذا قولُ الخليل، وهو موافق للتفسير. .)، كما أنه غلَّط سيبويه فيما ذهب إليه، فقد نقل عنه تلميذه أبو جعفر النحاس قوله: (ما يَبِين لي أنّ سيبويه غلط في كتابه إلّا في موضعين هذا أحدهما)، قال: (وقد علمنا سيبويه أنه أعرب "أيًّا" وهي منفردة لأنها تضاف، فكيف يبنيها وهي مضافة؟)، وقال النحاس: (وما علمت أن أحدًا من النحويين إلّا وقد خطّأ سيبويه في هذا).
(١) ذكره بهذا اللفظ الثعلبيُّ في "تفسيره" (٦/ ٢٢٤)، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٥٨٨ - ٥٨٩) بلفظ: كفرًا. وبهذا اللفظ جاء في "تفسير مجاهد" (ص: ٤٥٧)، و"تفسير يحيى بن سلام" (١/ ٢٣٥)، و"معاني القرآن" للنحاس (٤/ ٣٤٧)، وكذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٥٣٣) لأبي عبيد وعبد بن حميد وابن المُنذر وابن أبي حاتِم والبَيهقيّ.
(٢) ذكره بهذا اللفظ الثعلبيُّ في "تفسيره" (٦/ ٢٢٤)، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٥٨٨) بلفظ: (عصيًّا)، وفي رواية: (أيهم أشد للرحمن معصية، وهي معصيته في الشرك)، وفي "البسيط" (١٤/ ٢٨٩): قال ابن عباس في رواية الوالبي: (أيهم أشد عصيانًا)، وقال في رواية عطاء: (أيهم أعظم فرية).
(٣) ذكره بهذا اللفظ الثعلبيُّ في "تفسيره" (٦/ ٢٢٤)، وفي" تفسير مقاتل" (٢/ ٦٣٤): (عتوًّا) بالتاء، وهو المناسب لما سيأتي من كلام المؤلف.