للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى ابن مسعود رضي اللَّه عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "مَن قال كلَّ صباحٍ ومساءٍ: اللهم فاطرَ السماوات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، إني أعهدُ إليك في هذه الحياة الدنيا أني أشهد أنك أنت اللَّه الذي (١) لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك (٢)، وإنك إنْ تَكِلْني إلى نفسي تقرِّبْني من الشر وتباعِدْني من الخير، فإني لا أثقُ إلا برحمتك، فاجعل لي عندك بها عهدًا تؤدِّيه (٣) إليَّ يوم القيامة إنك لا تُخلف الميعاد، طُبع عليه طابعٌ، ووضع تحت العرش، فإذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ: أين الذين لهم عند اللَّه عهد؟ فيدخلون الجنة" (٤).


(١) "الذي" ليست في (أ).
(٢) بعدها في (ر) و (ف): "فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين"، وليس في (أ) والمصادر.
(٣) في (ر) و (ف): "ترده".
(٤) رواه بتمامه الثعلبي في "تفسيره" (٦/ ٢٣١) فقال: (وروى أبو وائل عن عبد اللَّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللَّه علائم يقول لأصحابه ذات يوم. . .) فذكره. ولم أجده من هذا الطريق بهذا التمام مسندًا، لكن رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣٩١٦) من طريق عون بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه مرفوعًا، وفيه بدل عبارة: "طُبع عليه طابعٌ، ووضع تحت العرش، فإذا كان يومُ القيامة نادى مناد: أين الذين لهم عند اللَّه عهد؟ فيُدخِلُون الجنَّة"، قوله: "إلَّا قال اللَّهُ لملائكته يومَ القيامة: إنَّ عبدي قد عَهِدَ إليَّ عهدًا، فأَوْفُوه إياه، فيُدخِلُه اللَّه الجنَّةَ". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٧٤): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عون بن عبد اللَّه لم يسمع من ابن مسعود.
ورواه دون هاتين العبارتين الطبراني في "الكبير" (٨٩١٨)، والحاكم في "المستدرك" (٣٤٢٦) وصححه، عن الأَسْوَد بن يَزيدَ، عن عبدِ اللَّه بن مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أنه قرأ {إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدً} فقال: (اتَّخِذوا عند الرحمن عهدًا، فإنَّ اللَّه يقولُ يومَ القيامة: مَن كان له عندي عَهْدٌ فلْتقُم. قال: فقُلْنا: فعَلِّمْنا يا أبا عبدِ الرحمن، قال: قولوا: اللهمَّ فاطرَ السَّماواتِ والأرضِ. . .) الحديث. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٨٤): رواه الطبراني، وفيه المسعودي، وهو ثقة ولكنه قد اختلط، وبقية رجاله ثقات.