للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا: طاب عيش مَن اهتدى بك (١).

وقيل: الطاء طلَب الموحِّدين، والهاء هرب الجاحدين، فمَن طلبه وجده، ومَن هرب منه أدركه.

وقيل: الطاء طربُ أهل الجنة بعشرة أشياء، ينادي منادٍ: لكم حياةٌ لا موت بعدها، وصحةٌ لا سقَم بعدها، وشبابٌ لا هرم بعده، وعزٌّ لا ذلَّ بعده، ونعمةٌ لا محنة بعدها، وأمنٌ لا خوف بعده، وفرخ لا حزن بعده، وكرامةٌ لا هوان بعدها، وغَناءٌ لا فقر بعده، وملكٌ لا عزل بعده، وسعادةٌ لا شقاء (٢) بعدها، والهاء هوانُ أهل النار بعشرة أشياء ينادي بها المنادي، وهي عشرة على قلب هذا (٣).

* * *

(٢) - {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}.

وقوله تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قام من الليل ربط صدره بحبلٍ كي لا ينام، فأنزلط اللَّه تعالى هذه الآية (٤).


(١) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٤٤٥).
(٢) في (أ): "شقاوة".
(٣) كل ما ذكر في هذا الموضع من الأقوال التي لا تحتملها اللغة لا تصلح تفسيرًا للآية، وإنما هي أقرب لأقوال أهل الإشارة منها لأهل التفسير، وهي طريقةٌ يعدُّها مَن قَبِلها من العلماء على أنها من بابِ الشيءِ بالشىِءِ يُذْكر، وإلا فللتَّفسير ضوابطُه التي لا يجوز الحيدُ عنها، ولو فُتح هذا البابُ لساغ للباطنيَّة تسويغُ افتراءاتهم الباطلةِ في الآيات القرآنيَّة.
(٤) رواه عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ابن عساكر في "تاريخه" (٤/ ١٣٤) من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس، وعبد الوهاب بن مجاهد متروك. وروي نحوه عن مجاهد. انظر: "تفسير مجاهد" (ص: ٤٦٠)، و"تفسير الطبري" (١٦/ ٩)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٧/ ٢٤١٥)، و"تفسير الثعلبي" (٦/ ٢٣٧)، و"الدر المنثور" (٥/ ٥٤٩) عن عبد بن حميد، ولفظه عند الطبري: =