للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإنْ أتاكِ نعيٌّ فاندُبيه (١) أبا... قد كاد يَضطلِعُ الأعداءَ والخُطَبا (٢)

وهو للتحقيق.

وإن حمل على المقاربة ضعف المدح، وعلى هذا قوله: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}؛ أي: لم يرها (٣).

وقيل: {أَكَادُ}؛ أي: أريد، وهو تحقيق أيضًا لا مقاربة، قال الشاعر:

كادتْ وكِدْتُ وتلك خيرُ إرادةٍ... لو عاد من لهوِ الصَّبابة ما مضَى (٤)

ففسره بالإرادة، ودل على أنه هو المراد.

وقيل: {أُخْفِيهَا} من الأضداد للكتمان والإظهار؛ كالإسرار في قوله: {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ} [يونس: ٥٤]، فسَّروه بالمعنيين جميعًا.

وقد قرئ هاهنا: (أَخفيها) بنصب الهمزة (٥)، ومعناه: أُظهرها، يقال: خَفَى يَخْفِي خَفْيًا -من حدِّ ضرب-؛ أي: أظهر، قال امرؤ القيس:

فإنْ تَدفِنوا الدَّاء لا نَخْفهِ... وإنْ تَبعثوا الحربَ لا نقعدُ (٦)


(١) في (ر): "فابتديه"، والرواية في المصادر: (وإن أتاكَ نعيٌّ فاندبنَّ).
(٢) البيت في "تفسير الطبري" (١٦/ ٤٠)، و"الأضداد" لابن الأنباري (ص: ٩٧)، و"الزاهر" له (٢/ ٨٥). والمعنى كما ذكر الطبري: قد اضطلع الأعداء، وإلا لم يكن مدحًا إذا أراد كاد ولم يُردْ يفعل.
(٣) "أي: لم يرها"، ليس من (أ).
(٤) البيت دون نسبة في "معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٤٠٣)، و"تفسير الطبري" (١٦/ ٣٩)، و"الأضداد" لابن الأنباري (ص: ٩٧)، و"الصحاح" (مادة: كيد).
(٥) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩٠) عن سعيد بن جبير وأبي الدرداء.
(٦) "ديوان امرئ القيس" (ص: ٨٧).