للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ}: إذا متُّم فدُفنتم {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ}؛ أي: ومن الأرض نبعثكم يوم القيامة {تَارَةً أُخْرَى}؛ أي: كما خلقناكم أول مرة منها.

* * *

(٥٦ - ٥٧) - {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (٥٦) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى}.

وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ}: أي: فرعونَ {آيَاتِنَا كُلَّهَا} يجوز أن يكون هذا خبرًا عن الآية التي أَراها إياه أولَ ما أراهُ من قلب العصا حيةً، وهي وإن كانت واحدةً فهي تدلُّ على ما يدلُّ عليه كلُّ الآيات، فهي في المعنى ككلِّ (١) الآيات، وتكذيبُها تكذيبُ كلِّها.

وقيل: كلُّ الآيات: إيجاد المعدوم وإعدام الموجود، وقد اجتمع في العصا وقلبِها حيةً وإعادتها إلى حالتها الأولى كلُّ ذلك معنًى.

وقيل: أراد به كلَّ الآيات التي كانت لموسى، وهي في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء: ١٠١] وقد أراها كلَّها له آياتٍ في كلِّ المدة من حين أتاه إلى حين (٢) أغرقه اللَّه تعالى في البحر، والآية إشارة إلى ذلك.

وقوله تعالى: {فَكَذَّبَ}: أي: لم يصدِّق بالآيات {وَأَبَى} الانقياد لها {قَالَ}؛ أي: فرعون: {أَجِئْتَنَا} يا موسى استفهام بمعنى التوبيخ.


= (٨/ ٣١٨ - ٣١٩) - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه موقوفًا. ورواه عبد بن حميد وابن المنذر -كما في "الدر المنثور" (٥/ ٥٨٤) - عن عطاء الخراساني.
(١) في (ر): "لكل".
(٢) في (ف): "أن".