وقوله:{فِي نَفْسِهِ} الكنايةُ ترجع إلى {مُوسَى} وقد ذكر بعده، وهو في الظاهر سبقُ الكناية على المكنيِّ، لكن قوله:{فَأَوْجَسَ} فعل وهو دال على الفاعل فكان مرادًا مثبتًا (١) معنًى على التقديم وإن تأخَّر نظمًا.
قيل: كان خوفَ طبيعةٍ، والعاقل قد يخاف طبعًا عند رؤية الأشياء الفظيعة في أول وهلة، ثم يتأمَّل فيسكن.
وقيل: لم يخف موسى أن يغلبوه، لكنْ لمَّا شاهَد الكثرة خاف أن يظنَّ بعض الناس أن الغلبة لهم، فأمَّنه اللَّه تعالى عن ذلك بقوله تعالى:{لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى}.
وقيل: كان لا يُلقي العصا إلا بوحي، ولمَّا أبطأ الوحي خاف تفرُّقَ بعض الناس قبل أن يؤمر بالإلقاء فلا يَعلم بغلبته كلُّ الناس.
* * *
(١) في (ف): "فكان مراد مبين"، وفي (ر): "فكان مراد مبينًا".