للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: إلى ثواب اللَّه تعالى.

وأفادت الآية أنهم كانوا يستطيعون الرجوعَ باستطاعةِ سلامةِ الآلات، حيث استحقُّوا الذَّمَّ بتركه، وأن قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} ليس بنفي الآلات، بل هو نفيُ تركهم استعمالَها.

ثم إن اللَّه تعالى نَدب الخلقَ إلى الرجوع إليه والائتمارِ (١) بأمره والانتهاءِ بنهيه بقوله عز وعلا: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: ١٧٤] فمَن لم يَرجع إليه اختيارًا يرجع بالموت والبعث إجبارًا (٢)، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: ٥٧]، وقال تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: ٢٨١]، ومَن رجع إليه في الدنيا بفعله وحقَّق ذلك بقوله: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: ١٥٦] كان رجوعُه إليه بالكرامة، ويخاطَب بقوله: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} الآية [الفجر: ٢٧].

* * *

(١٩) - {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}.

وقوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ} (أو) جاءت (٣) في القرآن لثلاثةَ عشَر معنًى:

أحدها: للشك، قال تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} [الكهف: ١٩].


(١) في (أ) و (ف): "بالائتمار".
(٢) في (ر): "اختيارا رجعوه إليه إجبارًا بالموت والبعث"، وكذا في (ف) لكن سقطت كلمة: (إجبارا) منها.
(٣) "جاءت": ليست في (أ) و (ف).