للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خلا أن العتاق من المطايا... أَحَسْنَ به فهنَّ إليه شُوسُ (١)

أي: أَحْسَسْنَ.

ومعناه: أمضيتَ نهارك وأنت وأصحابُك عاكفينَ على عبادته.

وقوله تعالى: {لَنُحَرِّقَنَّهُ}: بالتشديد؛ أي: بالنار، وبالتخفيف على قراءة عليٍّ رضي اللَّه عنه (٢)؛ أي: لنَبْرُدنَّه بالمِبْرَد -والصرفُ من بابِ دخل وضرب- وهو طريقُ تحريقه، فإن النار لا تعمل في الذهب بالتفريق إلا بهذا الطريق.

وقيل: قد يُجعل عليه شيءٌ إذا جُعل في النار عَمِلت فيه وصيَّرته رمادًا، ويَعرف ذلك أهل الصنعة.

وقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ}: أي: لنُذَرِّينَّه {فِي الْيَمِّ}؛ أي: البحر {نَسْفًا} تأكيدٌ له بالمصدر، وقد نَسَف الطعام بالمِنْسَف (٣): إذا ذرَّاه ليطير عنه قشورُه.

* * *


(١) البيت لأبي زبيد الطائي، كما في "شرح كتاب سيبويه" للسيرافي (٥/ ٤٧٢)، و"المحتسب" لابن جني (١/ ٢٦٩) و (٢/ ٧٦)، و"الأمالي" لابن الشجري (١/ ١٤٦)، ودون نسبة في "مجاز القرآن" (٢/ ٢٨)، و"المقتضب" للمبرد (١/ ٢٤٥)، و"تفسير الطبري" (١٦/ ١٥٤)، و"معاني القرآن" للزجاج (١/ ٤١٦). والبيت من أبيات في وصف قوم سروا والأسد يقفو آثارهم لينتهز منهم فرصة. وقال ابن الشجري: الأشوس: الذى ينظر بأحد شقّي عينيه تغيُّظًا، وقيل: هو الذى يصغِّر عينيه ويضمُّ أجفانه، والهاء التي في "به" و"إليه" تعود على الأسد، ولأبي زبيد معه حديث.
(٢) أي: {لنَحْرُقنه} بفتح النون وضم الراء، وهي قراءة أبي جعفر من العشرة من رواية ابن وردان عنه، وقرأ في رواية ابن جماز: {لنُحْرِقنه} بضم النون وكسر الراء. انظر: "النشر" (٢/ ٣٢٢).
(٣) في هامش (أ): "المنسف: غربال".