للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ}: أي: نزِّهوا اللَّه {رَبِّ الْعَرْشِ} العظيم (١) {عَمَّا يَصِفُونَ}؛ أي: من الولد والشركاء.

* * *

(٢٣ - ٢٤) - {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (٢٣) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ}.

وقوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ}: أي: من أفعال الربوبية {وَهُمْ يُسْأَلُونَ} عما كلِّفوا به (٢) من العبودية.

وقيل: إنما يُسأل مَن يُحتمل وقوعُ الخطأ في فعله، ولا يُحتمل ذلك في فعل اللَّه تعالى فلا يُسأل، وإشراكُ الكفار باللَّه الأصنامَ، ووصفُهم إياه باتخاذ الصاحبة والولد، ضلالٌ وخروج عن الصواب والحكمة فيُسألون.

وقيل: {وَهُمْ يُسْأَلُونَ} يرجعُ إلى المسيح والملائكة الذين هم متعبَّدون مسؤولون محاسَبون، فكيف يكونون شركاء للَّه؟

وقوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً}: قيل: الإعادة لتجديد إفادة؛ فإن الأول إنكار عليهم من حيث العقلُ، والثاني من حيث الخبر؛ أي: أيقولون ذلك عقلًا وهم يُنشرون الأموات فيقعَ لهم شبهةٌ، أم يقولون من جهة الخبر أنَّا أخبرنا في الكتب أنهم آلهةٌ، وليس كذلك، فلا إنشار ولا إخبار، وذلك قوله تعالى:

{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}: على أنه في الكتب {هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي}؛ أي: هذا الكتاب -وهو القرآن- وكتابُ مَن قبلي وهو التوراة والإنجيل ليس ذلك في شيء


(١) "العظيم" ليست في (أ).
(٢) "به" من (ر).