للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ: أن الرعد ملكٌ يحثُّ (١) السحابَ كما يحثُّ الراعي الإبلَ، وكما يَنْعِقُ الراعي بغنمه، فإذا تفرَّقت سحابةٌ ضمَّها، فإذا اشتدَّ غضبه طار من فيه النار، فهي الصواعق (٢).

وقال قتادة: الرعدُ خَلْقٌ من خَلْق اللَّه سامعٌ مطيعٌ (٣).

وقال ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: ليس شيءٌ أحسنَ مَنْطِقًا ولا أحسنَ ضحكًا من السحاب، قالوا: ما مَنطقُه وما ضحكُه؟ قال: منطقُه الرعدُ وضحكُه البرقُ (٤).

وقال ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما في روايةٍ: الرعدُ ريحٌ تختنقُ تحت السحاب فيتصاعد، فيكون منه ذلك الصوت (٥).

وقيل: الرعد صوتُ اصطِكاكِ الأجرام، وهو من الرَّعد، لأنه صوت يَرتعِد، أي: يضطرب.

وأُرْعِدت (٦) فرائصُه عند الخوف، من هذا، والرِّعْديد: الجبان، لارتعاده من خوفه، والرِّعديدةُ: المرأةُ الليِّنة الأعضاء من ذلك.


(١) في (أ): "يحدو".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ٣٥٧).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ٣٥٩).
(٤) لم أجده عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. ورواه أبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٢٤٨) عن عمرو بن أبي عمرو عن الثقة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. ورواه العقيلي في "الضعفاء" (١/ ٣٥) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعًا. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٣٦٨٦)، والعقيلي أيضًا (١/ ٣٥)، وابن الأنباري في "الزاهر" (٢/ ٣١٧)، من حديث شيخ من الصحابة مرفوعا أيضًا. وإسناد أحمد صحيح، ولفظه: "إنَّ اللَّه يُنْشِئُ السَّحابَ، فيَنْطِقُ أَحسَنَ المَنْطِقِ، ويَضحكُ أَحسَنَ الضَّحِكِ".
(٥) انظر: "تفسير الطبري" (١/ ٣٦٠ - ٣٦١)، و"النكت والعيون" (١/ ٨٢).
(٦) في (ف): "وارتعدت".