وقوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ}: لمَّا ذكر لهم هذه الآيات قالوا: ما أتى به {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} وقال في آية أخرى: {شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}[الطور: ٣٠]؛ أي: الموت، يموت كما مات شاعر بني فلان فنستريحُ منه ومِن سبِّه لأصنامنا وتسفيهه لأحلامنا، فنزلت:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ}؛ أي: الخلودَ في الدنيا، فليس في الموت ما يُبطل النبوة.
وقوله تعالى:{أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}: استفهام بمعنى النفي؛ أي: لا يخلدون بل يموتون كما تموت.
وقوله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ}: أي: كلُّ نفسِ حيوان {ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}؛ أي: تذوق الموت لا محالةَ {وَنَبْلُوكُمْ}؛ أي: نختبرُكم في الدنيا {بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ}: بالمكروه والمحبوب {فِتْنَةً}؛ أي: امتحانًا وتعبُّدًا بالصبر في المكروه، والشكرِ في المحبوب.
وقوله تعالى:{وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}: بالموت والبعث فنجزيكم بما عملتُم.