للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَطَهِّرْ} ممَّا كنْتَ تفكِّر فيه، ولا يَكثُرَنَّ (١) عليك ما أوذِيْتَ به، فإنَّه قليلٌ في جنبِ ما يريد اللَّه أن يثيبَكَ.

- وفي قوله تعالى: {وَسَيِّدًا} [آل عمران: ٣٩] عدَّد ما جاء فيه من أقوالِ السلف، وآخرُها: وقيل: الفقيهُ العاملُ بعلمه. ثم عقَّبه بقوله: وعندي هو الأصوبُ، فإنَّ عمر بنَ عبد العزيزِ قال للحسن البصريِّ: شَرُفْتَ في الدُّنيا بعلمك، فاعمل به تَشرُفْ بالآخرة.

وغيرُه كثيرٌ جدًّا من أقوالِ السلف، التي لم نجد في ذكرها للمؤلِّف سَلَف.

هذا فضلًا عن كثيرٍ من أقوالِ أئمةِ التفسير واللغة والنحو التي لم نقفْ عليها أيضًا، وممَّن أكثَرَ من النقلِ عنهم ولم نجدْ في الغالبِ أقوالهم: الكسائيُّ وقطربٌ ونِفْطويه والأخفشُ والقَفَّال وأبو سعيدٍ الضَّريرُ وأبو معاذٍ وغيرهم.

- فمِن ذلك ما نقَله عن الكسائيِّ في قوله تعالى: {آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: ٩٧] من قوله: فيه وجوهٌ:

إن شئت على العطف بغير واوٍ، كأنه قال: فيه آياتٌ بيناتٌ وفيه مقام إبراهيم وغيرُه.

وإن شئْتَ: على الإضمار، كأنَّه قال: فيه آياتٌ بيناتٌ منها مقام إبراهيم.

وقيل: المقام مع أنه واحدٌ هو آياتٌ بيِّناتٌ؛ لأن المقامَ دلَّ على وحدانيةِ اللَّه تعالى وكمالِ قدرتِه وعلمِه وسائرِ صفاته وأسمائه، وعلى نبوَّة إبراهيمَ وصِدْقِ دعوته وصدقِ شرائعه، فكانَ المقامُ الواحدُ آياتٍ بيِّناتٍ على هذا الوجه، وعلى هذا الوجه تقديرُه: فيه آياتٌ بيناتٌ هي مقامُ إبراهيم. . . .


(١) في نسخة: "يكبرن".

<<  <  ج: ص:  >  >>