للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وعند تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: ١] قال: قال الكسائيُّ: الباء بمعنى (عن)، كما في قوله: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: ٥٩]، ومعناه: سأل هذا الكافر عن العذاب بمن يقع؟ فقال اللَّه تعالى: {لِلْكَافِرِينَ}.

- ونقل كلامًا حسنًا للقفَّال في تفسير: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ. .} [التوبة: ٢٤]، فقال: وقال القفَّال: قطَع وجوهَ العُذر بهذا التعديد والبسطِ من الكلام، فلم يُجِزْ تركَ الهجرة والجهاد في سبيل اللَّه للميل إلى الشيء من الأسباب المميلة، ولم يجعل ما يَثقُل على الإنسان فراقُه من أبٍ بَرٍّ، وابنٍ يَتزيَّن به، وأخٍ يَعتضِد بمعونته، وزوجةٍ يَسكن إلى صحبتها وإلْفِها وخدمتها، وعشيرةٍ يَتعزَّز بهم، ويَستعين على دفع المُلِمَّات بنُصرتهم، وأموالٍ مكتسَبة قد استَنفذَ في تحصيلها الوُسع، وأنفق على جمعها العُمر، وتجشَّم على حملها الأسفار، وخاف عليها الضَّيَاع بالغيبة عنها، وتجارةٍ قائمةٍ يرجو حصولَ أرباحها، ومنازلَ قائمةٍ عامرةٍ نزهةٍ مألوفةٍ يتحصَّن فيها من أذى البرد والحر، وأَعدَّ فيها مواضعَ للشتاء والصيف = حجةً في مخالفةِ ما أمر اللَّه تعالى من الهجرة وجهادِ الكفار، وأَخبر أنَّ مَن آثرَ طاعة الشيطان على طاعة الرحمن فليستعدَّ لنزول أمر اللَّه، فإنه ينزل به ما لا مَدفَعَ له ولا اعتصامَ منه بنصرةِ قرابةٍ أو عشيرة، ولا يتحصَّن بمساكنَ حَريزة، ولْيَعلمْ أن اللَّه لا يُرشد الفاسقين المستخفِّين بدِينه إلى صوابٍ في تدبيره، ولا يهديهم إلى طريقِ رضوانه ورحمته ما داموا على اختيارِ مخالفته.

- وعن نفطويه نقل في معنى الغي في قوله: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: ٥٩] قوله: هو الجهل.

وفي معنى {ذُو مِرَّةٍ} [النجم: ٦] قوله: أي: ذو رأيٍ مُحْكَمٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>