للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يَعلم العاقبة، وهو ترجيَةٌ (١) من اللَّه تعالى، فإنه لا تَخْفَى عليه خافية، وهو ككلمة (كيف) هي للتعجُّب منا وللتعجيب من اللَّه تعالى، ومِثلُها كلمة (أو)، وهي للشك منا وللتشكيكِ من اللَّه، وكذلك (عسى).

وفارسيتُهما: (ترجي أميد داشتن، وترجية ما أوميد داشتن، تعجب شكفت داشتن، وتعجيب شكفت داشتن).

ومعناه: اعبدوا ربَّكم راجين التقوى، وللتقوى هاهنا معنيان: التقوى في الدنيا عملًا، والتقوى (٢) في الآخرة أملًا:

ففي الدنيا: الاتِّقاءُ عن الشرك إنْ حُمِلَ الأمرُ بالعبادة على التوحيد، والاتِّقاءُ عن الذنوب إنْ حُمل ذلك على الطاعات.

والاتِّقاءُ في الآخرة هو الاحتفاظُ عن النار وسائر العقوبات.

وهذه مخاطبةُ لطفٍ، يقول الرجل لآخَرَ: لا أؤاخذُك بالجَفوة لعلك ترجعُ إلى الصَّفوة.

واللَّه تعالى يقول: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [طه: ١١٣] {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: ٧٨]، {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} [النحل: ٨١] {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: ١٥٥] {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: ٧٧].


(١) في (أ): "وهي توجيه".
(٢) "التقوى": ليست في (ف).