للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الصَّمَدُ} مَن الصمد؟ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} مَن الذي لم يلد ولم يولد؟ {الذي لم يكن له كفوًا أحد}.

وقد يذكر أحيانًا أقوالًا تخالفُ ما ذهب إليه جميعُ المفسِّرين لكنها جديرةٌ بالتأمُل:

- فمِن ذلك ما ذكَره في تفسير قولهِ تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي} قال: وقيل: هم عبادُ الخِلقة، وهم الكفار {يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: كلمة التوحيد {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} يحملُهم على الشرك ويُغري بينهم وبين المؤمنين بالعداوة {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} فإنْ علم منكم توبةً باستماعكم مواعظَ اللَّه وعملِكم بها رَحِمَكم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ} يا محمد {عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} مسلَّطًا مكرِهًا على الإيمان، إنما عليك الإنذار.

ففسَّر العبادَ بالكفار، وبنَى عليه تفسيرَ باقي الآية، بينما كلُّ الأقوالِ الأخرى تجعلُها في المؤمنين.

وهذا كلُّه لم نجدْ منه شيئًا فيما توفَّر من مصادرَ، وهو ليس سوى غيضٍ من فيضٍ؛ كما سنرَى في هذا الكتاب إن شاء اللَّه.

٥ - كثرة ما فيه من أقوال تفسيرية وفوائدَ ونكاتٍ خاصةٍ بالمؤلف:

فقد كان للمؤلِّف كثيرٌ من النَّظرات والنَّكاتِ التي تفوَّق فيها على غيره من المفسِّرين: - فانظُرْ مثلًا لروعةِ تفسيره لقوله تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان: ١٤] حيث قال: أي: وسُهِّلَ لهم اجتناء ثمرها كيف شاؤوا؛ متَّكئين وقاعدين وقائمين، وهذا من عجيبِ الاختصار؛ لأنَّ فيه نزولَ العنقودِ إلى الفمِ والإنسانُ قاعدٌ، وارتفاعَه إليه وهو قائمٌ، وزوالَ امتناعهِ عيه في كلِّ حالٍ من أحواله ببُعدٍ أو مانعٍ مِن شوكٍ أو غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>