للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣٠ - ٣١) - {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}.

وقوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ}: قيل: كان هذا عنوانَ الكتاب {وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} هذا مضمونه.

وقيل: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ} كان في أول السطر في الداخل، وإنما بدأ به لأن {بِسْمِ اللَّهِ} كان لا يأمن أن تستخِفَّ به بلقيس، فقال: لو ستخَفَّت به بلقيس كان باسمي لا باسم اللَّه، وكان ذلك تعظيمًا لاسم اللَّه لا تقديمًا لاسمه.

وقوله تعالى: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ}؛ أي: لا تتكبَّروا عليَّ ولا تخالفوني {وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} خاضعين للَّه منقادين له متديِّنين له (١) بالدِّين الحق.

ويحتمل: مستسلِمين منقادين لأمري.

قال وهب بن منبه في قوله: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ}: كانت غيبةُ الهدهد: أنه ذهب في طلب موضع الماء، فلقيه هدهدٌ من أرض سبأ فقال له: أيَّ شيء تَطلبُ؟ قال: أَطلب الماء لسليمان نبيِّ اللَّه فإني مسخَّر له، فسأله عن سليمان وجنوده، فأخبره الهدهد بخبر سليمان وما سخِّر له من الريح والشياطين والجن والإنس والطير، فأخبره عند ذلك هدهد سبأ عن ملكة سبأ وعن ملكها وجنودها، وكان الهدهد يومئذ مثلَ البطة العظيمة، فانطلق الهدهد حتى أتى أرض سبأ، فنظر إلى بلقيس وملكها {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ} ثم رجع إلى سليمان فقال: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} وساق ما ذكرنا على نظم الآيات (٢).


(١) "له" ليست في (أ).
(٢) في (أ): "السياق".