للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا}: أي: حجةً، وقيل: قوة وقدرة ومنعة.

{فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا}: أي: فلا يصيبونكما بمكروهٍ.

{بِآيَاتِنَا}: قيل: هو متصل بقوله: {وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا. . . بِآيَاتِنَا}.

وقيل: هو متأخر، وتقديره: (أنتما ومَن اتَّبعكُما الغالبون بآياتنا) وهي المعجزات.

ويجوز أن تكون {بِآيَاتِنَا} مقرَّرةً في موضعها: فلا يَصلُون إليكما بسبب آياتنا، وكان له ثلاثة أوجهٍ، وقد مرت القصة مرات.

* * *

(٣٦ - ٣٧) - {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (٣٦) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.

{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا}: أي: بمعجزاتنا {بَيِّنَاتٍ}؛ أي: واضحاتٍ {قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى}؛ أي: مختلَقٌ لا حقيقةَ له {وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ}: ما دعَونا إلى التوحيد.

{وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}: أجملَ الكلامَ تلطُّفًا في الخطاب، ومعناه: ما جئتكم به حقٌّ وهدًى وليس بسحرٍ، وربي عالمٌ بذلك، وأنتم ظالمون، وحُسنُ العاقبة لي في الدنيا والآخرة ولمَن اتَّبعني لا لكم.

* * *

(٣٨) - {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}.