للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٩ - ١٠) - {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: قيل: أي: والذين آمنوا بعد كفرهم وأصلحوا بعد إفسادهم {لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ}: لنتقبَّلنَّ ذلك منهم، ولنجعلنَّهم من جملة المؤمنين المصلحين.

وقيل: أي: ولندخلن المؤمنين المطيعين الجنة مع عبادي الصالحين.

وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}: وهذه صفة المنافق الذي يُفتن في دينه، يقول بلسانه: آمنت باللَّه وصدقتُ بوعده ووعيده.

{فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ}: أي: ناله مكروه بسبب دِين اللَّه.

{جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}: أي: جعل إيذاء الناس في خوفه وتركِ الدِّين لأجله كعذاب اللَّه الذي هو باقٍ لا ينقطع؛ أي: يترك الإسلام إذا خاف إيذاء الكفار إياه كما يترك المسلم المعصية إذا خاف كذلك عذاب اللَّه.

وسمى الأذى فتنةً لأنه محنةٌ يشتدُّ احتمالها، وهذا تقبيحٌ من اللَّه تعالى فعلَ هذا المنافق، وذمٌّ له بسوء اختياره (١).

وقوله تعالى: {وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ}: أي: للمسلمين ظفَرٌ وغنيمة.

{لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ}: أي: في الدِّين، فأشرِكونا فيما أصبتُم.

وقوله تعالى: {أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}: أي: بما في قلوب الخلق


(١) في (ف): "وذم له سوء الاختيار" وفي (ر): "وذم لسوء اختياره".