للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المعاوَنة، وما يُدرك بالقلب يُدرك بالاجتهاد، وقد يختلف القلبان فيما يجتهدان في شيء فيناقضُ أحدهما صاحبه، أو (١) يَجوز أن يرى أحدهما خلافَ ما يراه الآخر، ولا كذلك السمعان والبصران (٢).

وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي}: قرأ ابن كثير ونافع: {اللَّاء} بهمزة ليس بعدها ياء، وقرأ أبو عمرو كذلك إلا أنه ليَّن الهمزة، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي بهمزة بعدها ياء (٣)، وهي لغاتٌ وهي لجمع التي.

{تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ}: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: {تَظَّهَّرون} بفتح التاء وتشديد الظاء بغير ألف.

وقرأ عاصم: {تُظَاهِرُونَ} بضم التاء من المظاهرة.

وقرأ حمزة والكسائي: {تَظَاهَرُونَ} بالألف وفتحِ التاء وتخفيف الظاء.

وقرأ ابن عامر بتشديد الظاء مع الألف (٤)، وأصله: تتظاهرون، فأُدغمت التاء في الظاء، ومَن خفَّف فقد حذف إحدى التاءين.

وهذه الكلمة بوجوهها اسم لقول الرجل لامرأته: أنت عليَّ كظهرِ أمي، وكان ذلك طلاقًا في الجاهلية، فأبطل الشرعُ هذا الحُكم وجعله سببًا لحرمةٍ مؤقَّتة بالكفَّارة، وهي حرمةُ الفعل.

يقول: وما جعل اللَّه نساءكم بهذا الكلام في حُكم أمهاتكم.


(١) في "التأويلات": (إذ).
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٨/ ٣٥١).
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ٥١٨)، و"التيسير" (ص: ١٧٧ - ١٧٨).
(٤) انظر: "السبعة" (ص: ٥١٩)، و"التيسير" (ص: ١٧٨).