٧ - ومما تميز به هذا التفسير أيضًا: أنه لا ينقل الأقوال نقلًا حرفيًّا بل يَطبعُ ما ينقله بأسلوبه ويلوِّنه بفكره.
وأكثر ما رأيتُ هذا في نقله عن "تأويلات أهل السنة" للماتُرِيديِّ و"لطائف الإشارات" للقشيريِّ، وهما أكثرُ مصدرين نقَل عنهما المؤلف ورافَقاه من أولِ التفسير حتى آخِرِه:
- ففي قوله تعالى:{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}[الأعراف: ٧٠] قال المؤلف: وقال القشيريُّ: إنهم طاحُوا في أوديةِ التفرقة، واستَطابوا صحبةَ الأغيار، فشَقَّ عليهم حين طُولبوا بهجرانِ العادةِ والقرارِ في ساحاتِ التوحيد حتى قالوا ما قالوا.
ولفظ القشيري:(طاحوا في أودية التفرقة فلم يجدوا قرارًا في ساحات التوحيد، فشقَّ عليهم الإعراض عن الأغيار)(١).
- وفي قوله تعالى:{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}[الفرقان: ٧٥] قال: وقال القشيري رحمه اللَّه: استكثَرَ القليلَ من عباده فعدَّد أفعالهم في آيات، واستقلَّ الكثيرَ من نفسه فعدَّ الجنة بما فيها على كثرتها غرفةً.