للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: المريب: الآتي بالمكروه، وقال الهذلي الشاعر:

كنتُ إذا أتوتُه من غيبِ... كأنني أَرِيبه بريبِ (١)

أي: هؤلاء الكفار الذين في عصرك والكفار الماضون من قَبلك كانوا كذلك فعذِّبوا لذلك.

قال (٢) ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا} في السفياني الذي يظهر في آخر الزمان يقصد الكعبة في ثمانين ألفًا ليخربها، فيُخسف بهم في البيداء (٣).

وقوله: {وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ}: خُسِف بهم من تحت أرجلهم (٤).

وقال مقاتل: يَبعث ثلاثين ألفًا إلى مكة عليهم رجلٌ يقال له: بحير بن بجيلة، فإذا دخلوا البيداء خُسف بهم فلا يُفلت منهم إلا رجلٌ من جهينةَ يقال له: ناجية، مقلوب وجهُه إلى قفاه [يمشي قهقرَى على عقيبة حتى ينتهيَ إلى السفيانيِّ الخبيث، وإنما يملك تسعة أشهر، وأكثرُ أتباعه كلبٌ] (٥) يخبر الناس بما أصابهم (٦).


(١) الرجز لخالد بن زهير الهذلي. انظر: "ديوان الهذليين" (١/ ١٦٥)، و"الإتباع" لأبي علي القالي (ص: ٧١)، و"المحرر الوجيز" (٣/ ١٨٤).
(٢) في (ر) و (ف): "وقد وردت أحاديث في هذه الآية أنها في السفياني وقال".
(٣) ذكره الزمخشري في "الكشاف" (٣/ ٥٩٢ - ٥٩٣) بلفظ: نزلت في خسف البيداء، وذلك أنّ ثمانين ألفًا يغزون الكعبة ليخربوها، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم. وليس فيه ذكر السفياني، وانظر التعليق الآتي.
(٤) رواه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتِم عن ابن عباس رَضِي اللَّه عَنْهُمَا في قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} قال: هو جيش السفياني، قال: من أين أُخذ؟ قال: من تحت أقدامهم. انظر: "الدر المنثور" (٦/ ٧١٢).
(٥) ما بين معكوفتين ليس (أ)، ووقع مكانه في "تفسير مقاتل": (يمشي القهقرى).
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٥٣٩).