للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل بن سليمان: يخرج السفياني من الوادي اليابس في أخواله من بني كلب، فيخطبون على منابر الشام، فإذا بلغوا عينَ التمر محا اللَّه الإيمان من قلوبهم، فيخرجون حتى ينتهوا إلى ميل الذهب، فيقاتلون قتالًا شديدًا، فيَقتل السفيانيُّ سبعين ألفَ رجل عليهم السيوفُ المحلَّاة والمناطق المفضَّضة (١)، ثم يدخل الكوفة فتصير أهلها ثلاثَ فرقٍ: فرقةٌ تلحق بهم وهم شرارُ خلق اللَّه تعالى، وفرقةٌ تقاتله وهم عند اللَّه شهداء، وفرقة ثالثةٌ تلحق بالأعراب وهم العصاة، ثم يغلب الكوفة فيفتضُّ أصحابه ثلاثين ألف عذراءَ، فإذا أصبحوا كشفوا شعورهن وأقاموهن على السوق يبيعوهن، فعند ذلك كم من لاطمةٍ خدَّها وكاشفةٍ وجهَها وناتفةٍ (٢) شعرها بدجلة أو شاطئ الفرات، فيبلغ الخبر أهل البصرة فيركبون إليهم في البر والبحر فيستنقِذون أولئك النساء من أيديهم، فيصير أصحاب السفياني ثلاثَ فرقٍ: فرقةٌ تسير نحو الرِّي، وفرقةٌ تبقى بالكوفة، وفرقةٌ تأتي المدينةَ وعليهم رجل من بني زهرةَ، فيحاصرون أهل المدينة فيقتتلون جميعًا، فممتل بالمدينة مقتلةٌ عظيمةٌ، حتى يبلغ الدمُ الرأسَ المقطوع، ويُقتل رجل من أهل بيتِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وامرأة (٣)، واسم الرجل محمدٌ واسم المرأة فاطمة، يصلبونهما عاريين، فعند ذلك يشتدُّ غضب اللَّه عليهم، فيبلغ الخبرُ وليَّ اللَّه، فيخرج من قرية من قرى جُرَشَ في ثلاثين رجلًا، فيبلغ المؤمنين خروجُه، فيأتونه من الأرض ويحنُّون إليه كما تَحِنُّ الناقة إلى فصيلها، فيجيء فيدخل مكة، فتقام الصلاة فيقال: تقدم يا ولي اللَّه، فيقول: لا أفعل، ثم يصلي


(١) في (أ): "المفضفضة".
(٢) "وجهها وناتفة" ليس في (أ).
(٣) في (أ): "وامرأته".