للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو ابتداءٌ مِن كلام اللَّه تعالى.

{بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ}: أي: بغير حُجَّةٍ أتتْهم مِن عند اللَّه تعالى.

{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا}: أي: مَن كان كذلك فهو مُبْغَضٌ عند اللَّه وعند المؤمنين أشدَّ بُغْض.

{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}: أي: كما فعَلَ بهؤلاء المجادلين يَفعلُ بقلبِ كلِّ مُتعظِّمٍ مُترَفِّعٍ لا ينقاد للحق.

وتَرْكُ التنوين على الإضافة (١)، والنَّعتُ بالمتكبِّر والجبَّار لصاحب القلب، والتنوينُ على أنهما مِن نعت القلب، وهو نفورُ القلب عن اعتقاد الحق وقبوله وتصديقه.

والطَّبْع: هو الخَتْم على القلب بالإضلال، وهو مِن اللَّه تعالى في حق مَن علِمَ منه اختياره (٢)، وعلى الكفر إصرارَه.

والتنوينُ قراءةُ أبي عمرو، وتَرْكُ التنوين قراءةُ الباقين (٣).

* * *

(٣٦ - ٣٧) - {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}.


(١) في (ر) و (ف): "للإضافة".
(٢) في (ر): "اختياره الضلال".
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٧٠)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩١).