للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو العالية في قوله: {لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ}: أي: لأومِنَ بكلِّ كتابٍ وكلِّ رسولٍ (١)، هذا هو العَدْلُ، والإيمانُ بالبعض والكفرُ بالبعض جَوْرٌ.

وقال ابن حيان: {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ}: نسخَتْها آيةُ القتال (٢).

وقال مجاهد: {مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ}: يعني: مِن بَعْد ما أسلَمَ الناسُ (٣).

وقال الحسن (٤): أي: مِن بعد ما أقرُّوا بالميثاق، وقبِلوا عهدَه على الطاعة، فأجابوا اللَّهَ فيما دعاهم إليه.

وقال الفراء: {مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ}: يعني: النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ وذلك أنَّ اللَّهَ تعالى استجابَ له دعاءَه في أهل بدر فعذَّبَهم (٥).

* * *

(١٧) - {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ}.

وقولُه تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ}: أي: اللَّهُ هو الذي أنزلَ


= وذكر عنه الواحدي في "الوسيط" (٤/ ٤٧)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١٨٨) قوله: أمرت أن لا أحيف عليكم بأكثر مما افترض اللَّه عليكم في الأحكام.
(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٢٣/ ٣٣٨) (ط: دار التفسير) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما وأبي العالية.
(٢) هو قول مقاتل بن سليمان كما في "تفسيره" (٣/ ٧٦٧)، ونقله ابن الجوزي في "ناسخ القرآن ومنسوخه" (ص: ١٩٠) عن الأكثرين، وذكره عن ابن عباس ومجاهد والسدي.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٤٨٨).
(٤) في (ف): "الحسين"، ولم أقف عليه.
(٥) لم أقف عليه عن الفراء، وذكره النحاس في "إعراب القرآن" (٤/ ٥٣)، والزمخشري في "الكشاف" (٤/ ٢١٧).