للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ}: أي: الصِّدْقُ الذي لا كَذِبَ فيه، والقضاءُ يقع فيها بالحق الذي لا باطلَ فيه.

{أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ}: أي: يُجادلون فيها {لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} عن الرَّشاد.

* * *

(١٩) - {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}.

وقولُه تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ}: أي: رحيمٌ بهم، حسَنُ النَّظَرِ لهم.

وقولُه تعالى: {بِعِبَادِهِ}: أي: بعباده المؤمنين.

{يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ}: أي: يُكَثِّرُ له الرِّزْقَ، ويُوَسِّعُ عليه في دنياه إذا رأى مَصْلَحَتَه فيه؛ قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقول اللَّه تعالى: إنَّ مِن عبادي مَن لا يُصْلِحُه إلا الغِنى، ولو أفقرْتُه لأفسَدَه ذلك، وإنَّ مِن عبادي مَن لا يُصْلِحُه إلا الفقرُ، ولو أغنيتُه لأفسدَه ذلك، أُدَبِّرُ أمورَ عبادي بعلمي فيهم" (١).


(١) رواه مطولًا ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (١)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٢/ ٢٣٢)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣١٨)، وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣١٨)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٢٣١)، والديلمي في "الفردوس" (٨١٠٠)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١٩٤)، وفي "شرح السنة" (١٢٤٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٧/ ٩٥) من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عن صدقة بن عبد اللَّه الدمشقي، عن هشام الكناني، عن أنس رضي اللَّه عنه يرفعه.
قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (٢/ ٣٣٣): الخشني وصدقة ضعيفان، وهشام لا يعرف. ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٦/ ٥٠٣) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢٦) -، والديلمي في "الفردوس" (٨٠٩٨) عن عمر رضي اللَّه عنه. قال ابن الجوزي: لا يصح، فيه يحيى بن عيسى الرملي، قال يحيى: ما هو بشيء، وقال ابن حبان: ساء حفظه فكثر وهمه، فبطل الاحتجاج به.