وإنْ كان هذا في الملائكة والجن والشياطين، فمعنى {عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}: أنَّهم لا يَعْلَمون ما فيه هؤلاء المشركون، والملائكةُ مَشْغولون بالعبادة لا يخطُرُ ببالهم غيرُ ذلك، والجنُّ والشياطينُ لا عِلْمَ لهم بما غابَ عنهم.
{وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ}: أي: بُعثوا يوم القيامة وجُمِعوا.
{كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً}: أي: كان عبَدَةُ الأصنامِ للأصنام أعداءً؛ لِمَا ظهَرَ لهم مِن العُقوبة بسبب عبادتها، وإنْ كان هذا في عبَدةِ الملائكة، فمعناه: كانت الملائكة {لَهُمْ}؛ أي: للعابدين {أَعْدَاءً} يقولون: {سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ} الآية [سبأ: ٤١].
{وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ}: أي: مُتبَرِّئين أنْ يكونوا أمَرُوهم بها أو رضُوا بها، وكذلك الجنُّ والشياطينُ إذا اجتمَعوا في النار يكفُرُ بعضُهم ببعض ويلعَنُ بعضُهم بعضًا.