للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}: أي: أيقولون هذا أم يقولون: اختلَقَه محمد مِن عند نفْسِه؟!

{قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ}: فذاك معصيةٌ، واللَّهُ تعالى قادرٌ على أنْ يُعاقِبَني عليها.

{فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}: أي: فلا تَقْدِرون أنتم على دَفْعِ عذابِ اللَّهِ عنِّي.

{هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ}: أي: بالكلام الذي تخوضون فيه مِن هذا الوجه.

{كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}: أي: شاهِدًا بأنه أرْسَلَني إليكم وأمرَني بتبليغ وَحْيِه إليكم.

{وَهُوَ الْغَفُورُ}: لِمَن تابَ {الرَّحِيمُ}: أي: الحليمُ، فلا يُعاجِلُ بالعقاب.

* * *

(٩) - {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}.

وقولُه تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ}: أي: بَديعًا؛ أي: لستُ بأوَّلِ رسولٍ، فقد أرسلَ اللَّه تعالى قَبْلي رسلًا إلى أُمَمهم، وقد كان في الأنبياء مَن يَسْلَمُ مِن المِحَن، ومنهم مَن يُمْتَحَنُ بالهجرة عن الوطن، ومنهم مَن يُبْتلى بأنواع الفِتَن، والأممُ منهم مَن أُهْلِكَ بالخَسْف، ومنهم مَن كان هلاكُه بالقَذْف، وكذا بالمَسْخ والرَّجْف، والرِّيح والصَّيْحة والغَرَق وغيرِ ذلك.

{وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ}: مِن هذه الوجوه.

{إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}: أي: ما أتَّبعُ.

{وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}: مُخَوِّفٌ ظاهرٌ، وهذا كان في أمر الدنيا، ثم أوحى إليه بما تكون عاقبةُ أمرِه وأمرِهم، فأمرَه بالهجرة، ووعدَه العِصْمَةَ مِن الناس، وحثَّه على الجهاد، وأخبرَه أنه يُظْهِرُ دينَه على الدِّين كلِّه، ويُسَلِّطُه على عدوه، ويستأصِلُهم بسيفه.