للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال السُّدِّي: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}: وذلك أنهم كانوا يأخذون بيدِ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ويُبايعونه، {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} عند المُبايعة بالنُّصْرة والتوفيق (١).

وقال الكلبي: اليدُ ها هنا بمعنى النِّعْمة؛ أي: نِعْمةُ اللَّهِ عليهم فوق ما صنعوا مِن البيعة (٢).

وقيل: أي: قوَّةُ اللَّهِ في نُصْرة نبيِّه (٣) فوق نُصْرَتِهم إياه.

وقيل: يدُ اللَّهِ بالمِنَّة في الهداية فوق أيديهم بالطاعة.

وقيل: إنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ على الوفاء منهم، وأملى بما يُرادُ بهذه البيعة مِن الثوابِ لِمَن وفَّى بها، والعقابِ لِمَن نقَضَها؛ لأنَّ مَن وفَّى بها أثابَه اللَّهُ جناتِ النَّعيم، ومنهم مَن بذَلَ النُّفوسَ والأموال التي هي عطاءُ اللَّهِ لهم وعواريه عندهم، وهي قليلةٌ فانيةٌ، وما يُعطيه اللَّهُ تعالى فهو كثيرٌ باقٍ.

{فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}: أي: فمَن نقَضَ ذلك فإنما ضرَرُ نَقْضه راجعٌ إليه.

{وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}: وهو ما ذكَرْنا.

وقيل: مُبايعةُ اللَّهِ تعالى هي ما ذُكِرَ في قوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} الآية [التوبة: ١١١].

* * *


(١) في (ف): "بالنصر والتوفيق"، وفي (أ): "يعني: النصر والتوفيق". والخبر ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٤٥)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٠٠).
(٢) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٤٥)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٠٠)، والواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٢٩١).
(٣) في (ف): "نصر دينه".