للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بها، وهي في ناحيةٍ مِن العسكر، وعنده فرس يَسْتَنُّ في طِوَلِه (١)، وقد وضَعَ على دِرْعي بُرْمةً، فأتِ خالدَ بن الوليد فأخبره حتى يَسْتَرِدَّ دِرْعي، وائتِ خليفةَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقل له: إنَّ عَليَّ دَينًا حتى يَقضيَ دَيني، وفلانٌ مِن رقيقي حُرٌّ، وإياك أنْ تقول: هذا حُلُمٌ، فتُلْغِيَه، فأخبرَ الرجلُ خالدَ بن الوليد، فوجدَ دِرْعَه حيث قال، فاسترَدَّها، فلما رجَعوا أخبرَ خالدُ بن الوليد أبا بكر بذلك، فأجازَ وصيَّتَه (٢).

قال مالك بن أنسٍ: لا أعلَمُ وصيَّةً أُجيزَتْ بعد موت صاحبِها إلا هذه الوصيةَ (٣).

* * *

(٤) - {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}.

وقولُه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}: قرأ أبو جعفرٍ بفتح الجيم (٤)، وهي جَمْعُ جَمْعٍ: (حُجْرَةٌ)، و (حُجَرٌ)، و (حُجَراتٌ)، وهي


(١) أي: يمرح بنشاط، والطِّوَل: الحبل الذي تشد به الدابهَ، ويمسك طرفه، ويرسل في المرعى. انظر: "فتح الباري" (٦/ ٥).
(٢) ذكره عن أنس رضي اللَّه عنه: الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٧٢)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٣٦)، وبنحوه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (١/ ٢٠٠ - ٢٠١).
ورواه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (٤٠٨٢)، والطبراني في "الكبير" (١٣٢٠)، والحاكم في "مستدركه" (٥٠٣٦)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (١/ ٢٠١ - ٢٠٣)، من حديث بنت ثابت بن قيس. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ٣٢٢): بنت ثابت بن قيس لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح، والظاهر أن بنته صحابية.
(٣) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٧٢)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (١/ ٢٠٣)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٣٦).
(٤) انظر: "النشر" لابن الجزري (٢/ ٣٧٥).