للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ}: أي: رجالٌ مِن رجال، قال الشاعر:

وما أدري وسوف إِخالُ أدري... أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نساءُ (١)

وقولُه تعالى: {وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ}: يدلُّ على ما قُلْنا أنَّ القومَ هُم الرجالُ.

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: نزلت في امرأتين مِن أزواج النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سخِرَتا مِن أُمِّ سلَمةَ، وذلك أنَّ أُمَّ سلَمةَ ربَطَتْ حَقْوَيْها بسَبِيبَةٍ (٢)، وهي ثوبٌ (٣) أبيضُ، وسدَلَتْ طرفَها خَلْفَها، وكانت تجُرُّه، فقالت عائشةُ لِحَفْصَةَ رضي اللَّه عنهما: انظُري ما تجُرُّ خَلْفَها، كأنَّها لسانُ كلبٍ، فكان هذا سُخْرِيَتَهما (٤).

وروى عكرمةُ عن ابن عباس أنَّ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ أتَتْ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: إنَّ عائشة تُعَيِّرُني وتقول: يا يهوديةُ، فقال لها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هلَّا


= وروى معمر بن راشد في "جامعه" (٢١٠٢٢) تتمة القصة دون قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن الغضب طغيان" عن زيد بن أسلم، ثم روى هذه الزيادة معمر أيضًا (٢٠٢٨٨) عن زيد أيضًا.
وروى القطعة الأخيرة منه الطيالسي في "مسنده" (٢٢٧٠)، والحميدي في "مسنده" (٧٦٩)، والإمام أحمد في "مسنده" (١٧/ ٢٢٨)، والترمذي (٢١٩١) وحسنه عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه.
(١) البيت لزهير بن أبي سلمى، كما في "ديوانه" رواية الشنتمري (ص: ١٣٦).
(٢) السَّبيبة: شقة كتان رقيقة. انظر: "الصحاح" (مادة: سبب). والحَقْوان: الخاصرتان. انظر: "العين" للخليل (٣/ ٢٥٤).
(٣) في (أ) و (ف): "بثوب" بدل من "بسيبة وهو ثوب".
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٨١)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٣٩٣) من غير إسناد.
وذكره الزمخشري في "الكشاف" (٤/ ٣٧٠)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ١٤٩) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
وفيه ما لا يليق نسبته لأمهات المؤمنين.