للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى أهل مكَّة، فقالت: نعم، فأتاها بالكتاب. وفيه: إنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يريد أن يأتيَكم، فخذوا حذركم.

فأَطْلعَ اللَّهُ نبيَّه على ذلك، فدعا عليًّا والزُّبير بن العوَّام وأبا مَرثد الغنوي، وفي رواية: عليًّا والزُّبير فحسب، وفي رواية معهما المقداد، وفي رواية: عليًّا وعمَّار بن ياسر.

وقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ؛ فإنَّ بها ظعينةً معها كتابٌ، فخذوه منها"، فلحقوها، فأنكرَتِ الكتاب (١)، فأرادوا تفتشيها، فلمَّا رأت الجدَّ منهم أخرجَتْه من عقاصها.

وفي رواية: من حِجرها.

وفي رواية: شهرَ عليٌّ رضي اللَّه عنه سيفَه وقال: واللَّهِ ما كذبَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢)، ولا كذبْتُ، لتخرجِنَّ الكتابَ أو لأضربَنَّ عنقَكِ.

فأخرجَتْه من عقاصها، فجاؤوا بالكتاب إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما هذا يا حاطب؟ "، فقال: لا تعجلْ عليَّ يا رسول اللَّه، فواللَّه ما ارتددْتُ بعدما أسلمْتُ، ولكنِّي كنْتُ امرأً ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكلُّ مَن معك من المهاجرين لهم قرابات بمكَّة يحمون قراباتهم وأهليهم، ولم يكن لي قرابةٌ أحمي بها أهلي وقرابتي، وقد عرفْتُ أنَّ ذلك لن يغنيَ عنهم شيئًا.

فقال عمر رضي اللَّه عنه: ائذَنْ لي يا رسولَ اللَّه أضربْ عنق هذا المنافق.

فقال النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مهلًا يا عمرُ، وما يدريك لعلَّ اللَّهَ قد اطَّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئْتُم فقد غفرْتُ لكم".


(١) "الكتاب" من (أ).
(٢) في (ف): "واللَّه ما كذبت".