قوله تعالى:{وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ}: أي: لمَ تؤذونني مع معرفتكم أنِّي رسول اللَّه إليكم، أَخبر أنَّ الذَّنب في إيذائه مع معرفتهم بنبوَّته أعظمُ؛ فإنَّ العلم بتحريم الشَّيء هو أحدُ الزَّواجر عنه، فكلَّما كانت الزَّواجر أكثر كان الإثم في ارتكابه أكبر.
ودلَّ ذلك على أنَّ اللَّه تعالى خالقُ أفعالِ العباد، حسَنِها وقبيحِها، ظاهرِها وباطنِها، وأنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن علم منه اختيارَ الضَّلال، ويهدي مَن علم منه اختيار الاهتداء.
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}: ما داموا مختارين للفسق، ثابتين عليه.