{فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}؛ أي: بالمعجزات، من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، ونحو ذلك {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}؛ أي ظاهر، وليس من اللَّه.
وقيل: أي: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ}؛ أي: جاء بقيَّةَ بني إسرائيل محمَّدٌ -صلى اللَّه عليه وسلم- بالقرآن وسائر المعجزات {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} مع تقدُّم الدَّلائل والبشارات به.
{وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ}: أي: يُدْعى على لسان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى دين اللَّه تعالى، لا يدعو إلى شيء يردُّه العقل، وهو الدِّين الذي لا يَقبلُ اللَّه دينًا غيره، فمَن دُعِيَ إلى ما لا يَقبلُ اللَّه دينًا غيره، وقد أتاه داعيهِ بالبيِّنات، فردَّه وجعلَ ما أتى به سحرًا، فلا أظلم منه.
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: أي: ما داموا مختارين لذلك.
وقوله تعالى:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ}: أي: يريد هؤلاء الفاسقون الظَّالمون أن يُذْهِبوا نورَ اللَّهِ الذي أرسلَه على محمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو ما هدى به عبادَه من دينه وكتابه.
{بِأَفْوَاهِهِمْ}: أي: بقولهم بأفواههم (١): إنَّه سحرٌ، لا يزيدون على ذلك، ولا يجدون عليه حُجَّة، وهذا شيء لا أوهى منه.
{وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ}: قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيُّ وعاصم في رواية حفص على الإضافة.