وقرأ الباقون بالتَّشديد (١)؛ أي: أعلم حفصةَ بعضَ ذلك.
{وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ}: أي: سكتَ عنه، وكانت ذكرَتْ لعائشة أنَّه أصابَ مارية، وأنَّه حرَّمَها على نفسِه، والنَّبيُّ عليه الصلاة والسَّلام قال لها: إنَّك قد ذكرْتِ كذا، وذكرَ بعضَ ذلك دون الكلِّ، وهو من معاملة الكرام، وهو تركُ الاستقصاء في الملام.
قوله تعالى:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ}: خاطب عائشةَ وحفصةَ بذلك {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}: أي: مالَتْ عن الحقِّ؛ يعني: فقد كان منكما ما يوجب التَّوبة؛ إذ قد مالَتْ قلوبُكُما عن الحقِّ الواجب للَّه ولرسوله عليكما.
وقيل: أي: مالَتْ إلى محبَّةِ ما كرهَه رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
والصَّغو: الميل، وفي صرفِه وجهان:
صغَا يصغُو من باب دخَل يدخُلُ، وعلى هذه اللُّغة ما في هذه الآية.
وصغِيَ يصغَى من باب علِمَ يعلَمُ، وعلى هذه اللُّغة قوله:{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ}[الأنعام: ١١٣].