للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه: أنَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرنا بالمصير (١) إليهم؛ ليقرأ القرآن عليهم.

وقيل: إنَّ الجنَّ أتَوا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دفعَتين.

وروى ابن جريج في "تفسيره" عن رجل عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنِّي أُمِرْتُ أنْ أتلوَ القرآنَ على الجنِّ، فمَن يذهبُ معي؟ ". فسكتوا، ثم الثَّانيةَ فسكتوا، ثم الثَّالثة، فقال عبد اللَّه بن مسعود: أنا أذهب معك يا رسول اللَّه. فقال: "أنت تذهب معي"، فانطلق حتى إذا جاء الحَجُون عند شعب أبي دُبّ خَطَّ عليَّ خَطًّا، فقال: "لا تجاوِزْه"، ثم مضى إلى الحَجُون، فانحدروا عليه أمثال الحَجَلِ، يَحدُرون الحجارة بأقدامهم، يمشون يقرعون في دفوفهم كما تَقرع النِّسوة في دفوفها، حتى غشَوْه فلا أراه، فقمْتُ، فأومَأ إليَّ بيده أن اجلِسْ، فتلا القرآن فلم يزل صوتُه يرتفع، ولصقوا بالأرض حتى ما أراهم، ثم انفتل إليَّ فقال: "أردتَ أن تأتيَني؟ ". فقلت: نعم يا رسول اللَّه. قال: "ما كان ذلك لك، هؤلاء الجنُّ أتَوا يستمعون القرآن، ثم ولَّوا إلى قومهم منذرين، فسألوني الزَّاد، فزوَّدتهم العظم والبعر، فلا يستطيبنَّ أحدكم (٢) ببعرٍ ولا عظم".


= ورجاله ثقات). ورواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ١٦٥)، و (٢١/ ١٦٥)، و (٢٣/ ٣١١) بألفاظ مختلفة. ورواه الحاكم في "المستدرك" (٣٧٠١) وصححه، والبيهقي في "الدلائل" (٢/ ٢٢٨)، عن عاصم عن زر عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه. وعزاه الحافظ في "الإصابة" (٢/ ٥٨١) للحاكم ولابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في مسنديهما، وقال: إسناده جيد.
وذكر الاختلاف عليه الدارقطني في "العلل" (٥/ ٥٤)، فرواه عن عاصم عن زر، وعن عاصم عن زر عن ابن مسعود، ولم يرجح بينهما. وجاء في أكثر المصادر: (سبعة) بدل "تسعة".
(١) في (ف): "بالمسير".
(٢) في (ر): "أحد".