للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل: يريد به النَّفس الكافرة، تلوم نفسها في الآخرة، فتقول: يا ليتني قدَّمْتُ لحياتي، ويا حسرتَا على ما فرَّطْتُ في جنب اللَّه. نزلَتْ في عديِّ بن ربيعة بن أبي سلمة الثَّقفي، كفر بالبعث وكان خَتَنًا لأخنس بن شَرِيقٍ (١).

* * *

(٣ - ٤) - {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (٣) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}.

قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ}: هاهنا موضع القسَم؛ أي: إنَّكم مبعوثون مجموعةً عظامكم بعدَما صارَتْ رميمًا، ثم قال: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} [القيامة: ٣] بعد ما صارت رميمًا.

ثم قال: {بَلَى} وهو ردٌّ عليهم {قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}؛ أي: نجمعُها قادرين على ذلك.

وقال الضَّحَّاكُ: يعني بـ {الْإِنْسَانُ}: أبا جهل بن هشام (٢).

وقيل: هو كلُّ كافرٍ منكرٍ للبعث، مقرٍّ بقدرة اللَّه تعالى على الابتداء.

ثمَّ لتسوية البنان وجوه:

قيل: يُقِرُّون على أنَّ اللَّه تعالى قادر على أن يسوِّيَ بنان الإنسان في ابتداء خلقِه، فيجعلَ أصابعَ يديه مستويةً كالشَّيء الواحد، فتكون يدُه ورجلُه كخفِّ البعير وحافر الحمار، فيتناول الأشياء بفيه كالبهائم، إلَّا أنَّه مع قدرته على هذا لم يجعل كذلك،


= في "النكت والعيون" (٦/ ١٥١) عن مجاهد. وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٢/ ٤٧٥) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. وذكره الفراء في "معاني القرآن" (٣/ ٢٠٨) بلا نسبة.
(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٥٠٩).
(٢) لم أقف عليه عن الضحاك، وهو في "تفسير مقاتل" (٤/ ٥١٤)، وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٢/ ٤٧٧) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.