للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفيه نزلت: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣] (١).

* * *

(٤٢ - ٤٦) - {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (٤٤) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}

وقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ}: أي: يسألك هؤلاء المشركون عن السَّاعة التي فيها الطَّامة الكبرى: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ أي: متى قيامُها؟.

والمرسَى: مصدرٌ كالإرساء -وهو الإثباتُ- أو وقتٌ له، وفي قيامِها إثباتها.

{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}: كانوا يلحُّون في السُّؤال عن وقتها، ويسأل النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اللَّهَ تعالى عن ذلك، فكان هذا منعًا لهم وله عن السُّؤال؛ أي: فلسْتَ أنت مِن ذكراها وعلمها في شيء، فلا يسألُنَّكَ ولا تسألَنِّي.

قالت عائشة رضي اللَّه عنها: لم يزل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يسألُ عن السَّاعة حتى نزل هذا، فانتهى (٢).


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٤٩٠٥) من حديث أبي ذر رضي اللَّه عنه، وصححه. ورواه الحاكم في "المستدرك" (٢٩٧٧) من طريق عبيد بن عمير عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وصححه، فتعقبه الذهبي بقوله: أنا أحسبه موضوعًا. ورواه ابن المبارك في "الجهاد" (٩٥)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ١٢١)، عن عبيد بن عمير مرسلًا. وفي جميع هذه الروايات أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد قرأها لما مر على مصعب شهيدًا، وليس فيه التصريح بأن ذلك سبب نزولها. وانظر ما تقدم عند تفسير قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}.
(٢) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (١١٦٤٥)، وابن راهويه في "مسنده" (٧٧٧)، والبزار في "مسنده" (٢٢٧٩ - كشف الأستار)، والطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٩٩)، والحاكم في "المستدرك" (٧) و (٣٨٩٥) وصححه. وانظر ما تقدم عند تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا =