للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقال له قهارمتُه (١): فكيف لنا أن نقدر على ما وصفْتَ لنا من الزَّبرجد والياقوت والذَّهب واللُّؤلؤ والفضَّة نبني منه (٢) مدينة من المدائن؟

فقال لهم: ألستم تعلمون أنَّ مُلْكَ الدُّنيا كلَّها بيدي؟ قالوا: بلى.

قال: فانطلقوا إلى كلِّ شيء في الدُّنيا من معادن الزَّبَرجد والياقوت، أو بحر فيه لؤلؤ أو معدن ذهبٍ أو فضَّة، ووكِّلوا به من كلِّ قوم رجلًا يُخْرِج لكم ما كان في كلِّ معدن، ثم انطلِقوا فانظروا إلى ما كان (٣) في أيدي النَّاس من ذلك فخذوه، سوى ما يأتيكم به أصحاب المعادن، فإنَّ معادن الدنيا أكثر من ذلك.

فانطلَقوا وكتبوا (٤) فيه إلى كلِّ ملكٍ في الدُّنيا يأمرُه أن يجمع له ما في بلاده من جواهرها، ويحفظ (٥) معادنها، وبعثوا إلى كلِّ ملك كتابًا.

فأخذ كلُّ ملك ما يجدُه في ملكه عشر سنين حتى يبعثَ إلى فَعَلَةِ إرم ذات العماد بما (٦) قِبَله من ذلك، وأخذ الفَعَلَةُ في طلبِهم له مواضعَ كما أرادَ ووصَفَه لهم، وكان تحت يده مئتان وستُّون مَلِكًا.

وخرجَ الفَعَلَة والقهارمة فتبدَّدوا في الصحارى ليجدوا ما يوافِقُه، فلم يجدوا ذلك عشر سنين، حتَّى وقفوا على صحراء عظيمة نقيَّة من الجبال والتِّلال، ذات


(١) في (أ): "قادته".
(٢) "منه" من (ف).
(٣) في (أ): "هو".
(٤) كذا في النسخ: "وكتبوا"، وفي المصدرين المذكورين: (وكتب).
(٥) "ويحفظ" ليس في (ف).
(٦) في (أ): "فيما"، وفي (ر): "ما".