وقيل: معناه: أنتم خيرُ أمَّةٍ، كما في قوله تعالى:{أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ}[ص: ٧٥]، وقال تعالى:{إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا}[الأعراف: ٨٦] مع أنه قال تعالى في آيةٍ أخرى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ}[الأنفال: ٢٦]، وإنما صلح {كُنْتُمْ} مقام {أَنْتُمْ} لأنَّهما ضِدَّان لكلمةِ: (لستم)؛ لأنَّ ذلك للنَّفي وهذان للإثبات، فقام أحدُهما مقامَ الآخر لمشاكلتهما في مُضادَّتهما كلمةَ النَّفي.
وقيل: معناه: صرتُم خيرَ أمَّة، كما في قوله:{وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}[ص: ٧٤]، {فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}[هود: ٤٣] أي: صرتُم بالإيمان بخير الرُّسل وبخروجه في زمانه خيرَ الأمم.
- وفي قوله تعالى:{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}[الحج: ١] ذكر قولين كلٌّ مع دليله من القرآن، فقال:
وقيل: أراد بها شدائدها وأهوالها؛ كما قال:{مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا}[البقرة: ٢١٤].
وقيل: هي زلزلة الأرض؛ كما قال تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا}.
- ومن ذلك ما جاء عند تفسير قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ}[آل عمران: ٨١] فعدَّد أنواع الميثاق كلٌّ مع دليله، فقال: وأخذُ الميثاق كان على ثلاثةِ أوجهٍ: