يُؤَدُّون طاعتي لِرؤية غيري، وأنا المُعِزُّ والمُذِلُّ وهُم يَرْجُون ويخافون غيري، وأنا المُنْعِمُ عليهم وهم يشكُرون لغيري".
ثم قال: يُروى هذا عن فاطمةَ رضي اللَّه عنها: أنها سألَتْ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن هذا، فقال هو هذا.
- وقول ابن عباس في الآية نفسها: قال اللَّهُ تعالى له: عَبَدْتَنا في الخَلْوَةِ، فاشْفَعْ لِأُمَّتِكَ في الخَلْوَةِ.
- وهذا من الموقوف، ومنه أيضًا: قولُ ابنِ عباس رضي اللَّه عنهما: إجلالُ القرآن: أعوذُ باللَّه مِن الشيطانِ الرجيمِ، ومفتاحُ القرآن: بسم اللَّه الرحمنِ الرحيمِ.
- وقولُ ابن مسعود رضي اللَّه عنه: سورة {الم (١) تَنْزِيلُ} هي المانعةُ تمنع من عذاب القبر.
فهذا ما يتعلَّقُ بالأحاديث المرفوعة والموقوفة، أمَّا الآثارُ فلنا معها هنا ملاحظاتٌ وتنبيهاتٌ مهمةٌ:
فأول هذه الملاحظات ما يتعلَّق بتفسير الكلبي:
والكلبي: هو محمد بن السائب، أبو النَّضر الكوفيُّ المفسِّر النسَّابة الأخباريُّ. وقد اتَّفق جميعُ العلماء على تركه وعدمِ الاحتجاج برواياته، أمَّا أقوالُه في التفسير فاختلفوا فيها.
قال الثوريُّ: اتَّقُوا الكلبيَّ، فقيل: فإنك تروي عنه، قال: أنا أعرِفُ صدقَه من كذبه.
وقال البخاريُّ: أبو النضر الكلبيُّ تركه يحيى وابنُ مهدي.
ثم قال البخاريُّ: قال عليٌّ: حدثنا يحيى، عن سفيان، قال لي الكلبيُّ: كلُّ ما حدَّثْتُك عن أبي صالحٍ فهو كذب.