وقال سفيان: قال الكلبيُّ: قال لي أبو صالح: انظر كلَّ شيءٍ رويتَ عنِّي عن ابنِ عباسٍ فلا تروِه.
وقال ابن معين: قال يحيى بن يعلى عن أبيه، قال: كنتُ أختلفُ إلى الكلبيِّ أقرأُ عليه القرآن، فسمعتُه يقول: مرضْتُ مرضةً فنَسِيتُ ما كنتُ أحفظُ، فأتيتُ آلَ محمدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم- فتَفَلوا في فيَّ، فحفظتُ ما كنتُ نسيتُ. فقلتُ: لا واللَّه، لا أروي عنك بعد هذا شيئًا، فتركتُه.
وقال يزيد بن زريعٍ: حدَّثنا الكلبي وكان سبئيًّا.
وقال ابن حبَّان: كان الكلبيُّ سبئيًّا من أولئك الذين يقولون: إن عليًّا لم يَمتْ، هانه راجعٌ إلى الدنيا ويملؤها عدلًا كما مُلئت جورًا، وإن رأوا سحابةً قالوا: أميرُ المؤمنين فيها.
وقال التبوذكي: سمعتُ همامًا يقول: سمعتُ الكلبيَّ يقول: أنا سَبئيٌّ.
عباس عن ابن معينٍ قال: الكلبيُّ قال ليس بثقة. وقال الجوزجاني وغيره: كذاب. وقال الدارقطني وجماعة: متروك.
وقال ابن حبان: مذهبه في الدِّين ووضوحُ الكذب فيه أظهرُ من أن يحتاجَ إلى الإغراقِ في وصفه، يروي عن أبي صالحٍ عن ابنِ عباسٍ التفسيرَ، وأبو صالحٍ لم يرَ ابنَ عباسٍ، ولا سمع الكلبيُّ من أبي صالحٍ إلا الحرفَ بعد الحرف، فلمَّا احتيجَ إليه أَخرجت له الأرضُ أفلاذَ كبدِها، لا يحلُّ ذكرُه في الكتب، فكيف الاحتجاج به!
فهذا حاله في الرواية، أما في التفسير فقد اختلفوا فيه كما ذكرنا:
ففريقٌ منعوه، منهم الإمام أحمد، قال أحمد بن زهيرٍ: قلتُ لأحمدَ بن حنبل: يحلُّ النظر في تفسير الكلبي؟ قال: لا.