للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمرت حتى جاء أحمد بالهدى ... وقوارع تتلى من القرآن (١)

/ ولبست مل إسلام ثوبا واسعا ... من سيب لا حرم ولا منّان (٢)

وله أيضا فى طول عمره:

المرء يهوى أن يعيش وطول عيش ما يضرّه (٣)

تفنى بشاشته ويبقى بعد حلو العيش مرّه

وتتابع الأيام حتّى لا يرى شيئا يسرّه

كم شامت بى إن هلكت وقائل لله درّه!

ويروى أن النابغة الجعدىّ كان يفتخر ويقول: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنشدته:

بلغنا السّماء مجدنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أين المظهر يا أبا ليلى؟ » قلت: الجنة يا رسول الله، فقال: «أجل إن شاء الله»، ثم أنشدته:

فلا خير فى حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمى صفوه أن يكدّرا

ولا خير فى جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

فقال صلى الله عليه وآله: «لا يفضض الله فاك! »، وفى رواية أخرى: «لا يفضض فوك! » فيقال: إن النابغة عاش عشرين ومائة سنة، لم تسقط له سنّ ولا ضرس. وفى رواية أخرى عن بعضهم قال: فرأيته وقد بلغ الثمانين ترفّ غروبه، وكان كلّما سقطت له ثنيّة نبتت له أخرى مكانها، وهو أحسن الناس ثغرا.

معنى ترفّ تبرق، وكأن الماء يقطر منها.


- وكان يقال لها عصافير النعمان لحقتها فى سيرها. وفى كلام حسان بن ثابت: فما حسدت أحدا حسدى النابغة حين أمر له النعمان بن المنذر بمائة ناقة بريشها من نوق عصافيره، وجام وآنية من فضة، وكانوا إذا حبا الملك بعضهم بنوق يغمزون فى أسنمتها ريش النعام؛ ليعلم أنها حباء الملك».
(١) القوارع من القرآن: آيات الوعد والوعيد.
(٢) الرجل الحرم: المانع.
(٣) ش: «قد يضره».