إن "تبدل سبب الملك " أي علته "قائم مقام تبدل الذات "
ويعمل عمله، فإن تبدل السبب يعني تبدل الشيء المملوك.
والأصل في ذلك ما ورد صحيحاً في لحم أهدته بريرة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له: إنه تُصدق به عليها، فقال:
"هو عليها صدقة، ولنا هدية "
فأقام - صلى الله عليه وسلم - تبدل سبب الملك من التصدق إلى الإهداء، فيما هو محظور عليه، وهو الصدقة، مقام تبدل العين.
وفي رواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل يوماً على بريرة مُعتَقة عائشة رضي الله عنها، فقدمت إليه تمراً، وكان القِدر يغلي من اللحم، فقال عليه الصلاة والسلام:"ألا تجعلين لي نصيباً من اللحم؟ "
فقالت: يا رسول الله، إنه لحم تصدق به عليَّ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لك صدقة، ولنا هدية".