للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاعدة: [١٧٤]

الإيثار في القُرَبِ مكروه

التوضيح

إن اختيار الغير وتقديمه على النفس في الأمور المتقرب بها إلى الله تعالى مكروه، وقد يستدل لها بقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:

"لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالى".

أما غير القرب فالإيثار بها محبوب.

قال الله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) .

قال سلطان العلماء الشيخ عز الدين: "لا إيثار في القربات. . لأن الغرض

بالعبادات التعظيم والإجلال، فمن آثر به فقد ترك إجلال الله وتعظيمه ".

وقال الخطيب البغدادي في (الجامع) : "والإيثار بالقرب مكروه. . "

وقد جزم بذلك النووي في (شرح المهذب) وقال في (شرح مسلم) :

"الإيثار بالقرب مكروه أو خلاف الأولى، وإنما يستحب في حظوظ النفس وأمور الدنيا"

وقال الزركشي:

"وكلام الإمام ووالده أبي محمد الجويني رحمهما الله تعالى يقتضي أن الإيثار بالقرب حرام "

فحصل ثلاثة أوجه: الكراهة، وخلاف الأولى، والحرمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>